بدأ دي ستيفانو في سن مبكرة من حياته مداعبة كرة مطاطية صغيرة في أزقة وشوارع حي باراكاس في بوينوس آيرس، لتتحول الكرة سريعاً إلى رفيق يلازمه ولا يفارقه إلا في المنام. والحقيقة أن شغف اللاعب بالساحرة المستديرة موروث من أبيه، الذي لقن صغاره حبه لهذه الرياضة وكذلك ولعه بنادي ريفر بليت.
ولم يتــمكن الأســطورة الأرجنتينة الأصل دي ستيفانو مـــن الثبــات فــي الدفـــاع عــن ألـــوان دولة واحدة بعد أن لعــب للأرجـنتــين واسبـانـــيا عــلى الصــعيـد الدولــي , ولــكنه لم يــخذل فريق جــعل منه الأســطورة المــدريدية الــتي تعــرف حتى زمــننا هذا النــادي المــلكي العـــريق نـــادي [ ريال مدريد الأسباني ] .
والجـــدير بالذكــر إنه لــم يـــلـعب في كأس الـــعالم فلــو فــعل ذلــك فـــلأصبح مـــنافس كبـــير لــي بـــيليه الذي يــعد افــضل لاعـــب بالعالــم مــن دون شــك , ولــكنه يبـــقى أســطورتاً مدريديتاً خـــالدة . .
بــــــــداية دي ستيفانو:
لـــعــب فـــي صفـــوف ريـفــر بلايــت احـــد اكـــبر اربـــع انديـــة في الارجــنتــين ، وجاءت مشاركة دي ستيفانو في أول مباراة رسمية مع ريفر بليت عام 1945، وعمره لا يتجاوز 19 ربيعاً، حين لعب ضد فريق هوراكان، الذي انتقل إليه معاراً في الموسم التالي، رغم فوز ريفر بليت بلقب الدوري الأرجنتيني. وبفضل أدائه الجيد في صفوف فريق هوراكان، عاد اللاعب مع نهاية الموسم إلى ريفر بليت، حيث توج من جديد عام 1947 ببطولة الدوري، وتربع أيضاً في نفس الموسم على صدارة قائمة الهدافين رغم وجود مهاجمين كبار من حجم نيستور روسي وآنخيل لابرونا وأماديو كاريزو. وبالنظر إلى سرعته الفائقة في الهجوم وشعره الأشقر أطلق عليه المشجعون ومراسلو وسائل الإعلام لقب "السهم الأشقر".
نــدم مسؤولو نـــادي ريـــفـر بــلايـــت علـــى خــطأهــم بالــتخلــي عــنه واعـــادوه الـــى صفوف الفـــريق وبـــات اساسيا فــي خــط الهجــوم ،وفــي أولــ موسم لــه قــاد الفــريق الـــى احـــراز بطولــة الارجـنـتــين وتـــوج هدافـــا للدوري قـــبل ان يتـــوج بطلا لكــأس الامــم الاميركــية الجنوبـية مــع منتــخب بــلاده.
وتوقـــف بزوغ النجم دي ستيفانو بســـبـب اضــراب اللاعبــين الأرجـنـتـيـنـيـيـن الذي استـمر أشــهراً من صــيف [1948 الى ابريل 1949 ]، وكـــان اللاعبــون يطــالبـون بــقانون يحــدد واجـــباتهم وحــقوقــهـم ..
وبـــعد التوصل الـــى اتـفاق قــام ريفر بلايت بــجولــة أوروبــية ولــدى العـــودة إلى الأرجـنـتـيـن عــاد الخـــلاف بيــن اللاعــبــين من جـــهة ومســؤولــي الاتــحاد الأرجـنـتـيـني وأصـــحاب الانــدية مــن جــهة أخــرى الذيـن رفــضـوا احتــرام القانــون الجــديد ، وعندما تقــدم دي ستيفانو من رئيــس النادي ليبرتي ليحصل علــى حقــوقه رد عليــه الاخـيــر: "اذا لا يعجبــك الامــر في ريفر بلايت استطيع ان ابيعــك الــى تورينــو".
ولان دي ستيفانو يتمتع بكبـــرياء عـــال ولا يتـحمــل الملاحــظــات، فانه لم يتــردد في تــرك الارجنتــين وتوجــه الى كولومبيا في اغسطـــس، 1949 برفقـــة زميله الدائــم نستور روســي وانضــما الى نادي ميلـونــاريوس.
قـــدومه إلى النادي الملكي:
لكـــن بيــرنابيو نجــح في اقنــاع رئيــس برشلونــة مارتــي بالتـخلـي نهائيــا عــن اللاعــب، عنـدمــا ارســل بعــض جواســيســه الذيــن اقنعــوا الاخيــر بـان دي ستيفانو لــن يتفاهم بسـهولــة مــع نجــم برشـلونــة المجري لاديســلاو كوبــالا، وهكــذا كـــان فقــد انضــم دي ستيفانو رسميــا الى ريـــال مدريد صيــف 1953 .
خاض اولـ مبــاراة رسميــة له ضد نانسـس الفرنســـي في 3 من سبتمبر , وفي الاول من نوفمبر من العــام ذاته ضــرب دي ستيفانو اول ضــربة عندمـــا قــاد ريال مدريــد الى فــوز ساحــق على برشــلونــة 5 : 0 وسجـــل هدفيــن ومــرر ثلاث كــرات جــاءت منـهـا الاهــداف الثلاثــة الاخرى، وفــي الموســم ذاتــه احــرز ريال مدريد بطــولة اسبانيــا للمرة الاولــى منــذ 1933، بــدأت علاقــة دي ستيفانو بــريال مدريد التــي استـمـرت 11 عامـا وشهــدت ســيطرة مطـلقة للنــادي الاسباني العريـق محليـا واوروبـيـاً. ولــعب دي ستيفانو 541 مبـــاراة في صـفوف ريال مدريد وسـجل 441 هدفـا واحـرزه معه بطــولة اسبانيا 8 مرات وبطولــة اوروبا خمــس مرات متتالية خاض فيـها الفريـق 37 مباراة فاز في 27 منها وتعــادل في اربــع وخسر ســت وسجــل 112 هدفـا ودخــل مرماه 44 هــدف، كــما اخـتيـر افضـل لاعـب فــي الــدوري خمــس مرات.
ولـم يكن دي ستيفانو يتمــتع بفنيــات عالية بل بلياقة بدنيــة عـالية مكنته من ان يكون شعلة نشاط في الملعـب، وقــد نــال الكــرة الذهبـيـة لافضــل لاعب في اوروبا بحــسب مجلة فرانس فوتبـول الفرنسـيـة المتخصــصة في كرة القــدم عامــي 1957 و1959، كــما انه نـــال الكرة الذهبـية السـوبـر في الاستفتــاء التي اجــرته المجلة ذاتــها بـيـن جميع حامــلي هـذه الجائــزة وبـينهـم الالمـاني فرانتس بكنـبـاور والهولندي يوهــان كرويف والانـكليـزي بوبي تشـارلـتون وغيـرهـم.
وكانت آخر مباراة خاضها دي ستيفانو مع ريال مدريد هي مباراة نهائي كأس أوروبا عام 1964، التي خسرها الفريق الملكي ضد إنتر ميلان. بعد ذلك، لعب دي ستيفانو موسمين في صفوف فريق إسبانيول برشلونة قبل أن يعتزل نهائيا عام 1967 على إثر مباراة تكريم نظمها له ريال مدريد لعب فيها ضد سلتيك جلاسجو الإسكتلندي على ملعب سانتياجو برنابيو، حيث صفقت الجماهير طويلاً وبحرارة للمهاجم الأرجنتيني
مسيرته الدولية:
في عام 1948 توقفت البطولة الأرجنتينية جراء إضراب شنه اللاعبون، ليضطر دي ستيفانو - على غرار العديد من زملائه - إلى شد الرحال خارج الأرجنتين. وقد التحق المهاجم في العام التالي بفريق ميليوناريوس الكولومبي في بوغوتا، حيث انتزع أول ألقاب الدوري الكولومبي. وعاد فريق ميليوناريوس إلى الفوز بالبطولة من جديد في عامي 1951 و1952، كما تربع دي ستيفانو على صدارة هدافي الدوري المحلي. جلبت طريقة لعب فريق "ميليوناريوس" الرائعة اهتمام أصحاب القرار في كرة القدم الأوروبية، فانهالت العروض على المهاجم الأرجنتيني الذي سجل 267 هدفاً في 294 مباراة خاضها مع الفريق الكولومبي.
وترك دي ستيفانو أيضاً بصماته في المنتخب الأسباني، الذي التحق به بعد الحصول على الجنسية، إذ سجل 21 هدفاً في 31 مباراة خاضها مع التشكيلة. ومع أنه سافر مع المنتخب الأسباني إلى نهائيات كأس العالم تشيلي FIFA 1962 إلا أنه لم يخض أي مباراة بداعي الإصابة.
إعتــــــزال دي ستيفانو:
وحول تلك التشكيلة التي حققت المعجزة، يقول دي ستيفانو: "إن الأجيال الشابة لم تشاهد أبداً بوشكاش وهو يلعب، وقد فاتها بذلك الكثير. الكثيرون يعتقدون أن مؤهلاته كانت تكمن فقط في التسديدات القوية والذكية، وهذا غير صحيح. كان يحسن اللعب من جميع النواحي ويتمتع بذكاء خارق. وهذا على الرغم من أنه عندما قدم إلى أسبانيا كان في الثلاثينيات من العمر. كم كان خارقاً للعادة خط هجومنا! (ريموند) كوبا و(خوسيه هيكتور) ريال وبوشكاش وخينتو. لا أعتقد أن تاريخ كرة القدم شهد خط هجوم أفضل منه".
ويعزو دي ستيفانو جميع الإنجازات التي حققها خلال مشواره الرياضي الطويل إلى الروح الجماعية، كما يعيد كل الفضل في ذلك إلى الساحرة المستديرة نفسها. أليس هو القائل أن "كرة القدم أعطتني كل شيء، وطالما نظرت إليها على أساس أنها لعبة جماعية.
مسيرته التدريبية:
بعد أن اعتزل ألفريدو كرة القدم كلاعب، عاد إليها كمدرب، وقد درب نادي العربي القطري ومن ثم درب نادي العين الأماراتي ونادي بوكا جونيورز و ريفر بليت الأرجنتينيين، وقادهما إلى تحقيق عدد من بطولات الدوري الأرجنتيني، وقد فاز بالدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا مع نادي فالنسيا، وفاز بكأس الكؤوس الأوروبية مع فالنسيا في عام 1980، وقد درب نادي ريال مدريد بين عامي 1982 و1984.
ويشغل دي ستيفانو منصب الرئاسة الشرفية لنادي ريال مدريد منذ عام 2000، ومنذ ذلك الحين والجوائز التقديرية تتراكم لديه لتبقى ذكرى خالدة لمسيرته الكروية الطويلة والناجحة.
النوادي التي لعب فيها:
انجازات دي ستيفانو :
بطل الدوري الاسباني مع ريال مدريد في أعوام 1954،1955،1957،1958،1961،1962،1963و1964.
بطل كأس اسبانيا مع ريال مدريد عام 1962 .
بطل كاس أبطال أوروبا مع ريال مدريد في أعوام 1956،1957،1958،1959،1960 ووصيف كأس الإبطال مع ريال مدريد في 1962و1964.
بطل كأس الكؤوس الأوروبية مع ريال مدريد عام 1955 .
بطل كاس "الانتر كونتيننتال" مع ريال مدريد عام 1960 .
بطل الدوري الكولومبي مع بوغوتا في أعوام 1949،1951و1952 .
بطل الدوري الأرجنتيني مع هوراكان عام 1947 .
لعب 1126 مباراة في مسيرته الرياضية وسجل 893 هدف.
اتمنى ان تكونوا استمتعتوا بتاريخ هذه الاسطورة الفريدة من نوعها تحيتي لكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق