نيلتون سانتوس المهاجم المتنكر في زي الظهير


نيلتون دوس سانتوس، من مواليد 16 مايو 1927، لاعب كرة قدم برازيلي، ويلعب في خط الدفاع، كان يلقب بالموسوعة بسبب معرفته الكبيرة بالرياضة، وكان يقال في السابق أنه لديه كل المعلومات التي يستطيع الشخص أن يحصل عليها عن كرة القدم.

بداية مشواره الكروي :

لقد كان نلتون سانتوس مدافع أساسي في كأس العالم 1954 و1958 و1962، وقد كان لاعبا احتياطيا في كأس العالم لكرة القدم 1950، وقد أشتهر بعد تسجيله هدفا رائعا في مرمى منتخب النمسا لكرة القدم في كأس العالم لكرة القدم 1958، حيث ركض بالكرة من منتصف الملعب، وأنهى هذه الركضة بتسديدة صاروخية، جعلت المدرب فيسنتي فيولا يقوم بحركات مجنونة.
و قد أختير سانتوس ضمن قائمة بيليه لأعظم 125 لاعب كرة قدم حي في مارس 2004.
و قد لعب نيلتون سانتوس لفريقين فقط في مشواره الكروي، الأول لنادي بوتافوغو، والثاني هو منتخب البرازيل لكرة القدم، وهو يعتبر أفضل ظهير أيسر مر على التاريخ الكروي.
إن من يعرف هذا الأسطورة البرازيلي منذ بداية مسيرته يفهم جيداً سبب إصرار صاحبنا على الانطلاق نحو الخطوط الأمامية. ذلك أن سانتوس كان مهاجماً في مستهل مشواره، لكن انتقاله إلى بوتافوجو عام 1948 غيَّر مجرى حياته بالكامل وهو ما يزال في سن الثالثة والعشرين. فقد أصر رئيس النادي، كارليتو روشا، على استغلال مهارات لاعبه الجديد في مركز الدفاع، ورغم أن نيلتون لم يقتنع بالفكرة، إلا أنه قبل بإرادة صاحب القرار الأول والأخير.
صحيح أنه لم يكن قد ألف اللعب في مركز الظهير عندما طُلب منه ذلك، لكنه سرعان ما تأقلم مع وضعه الجديد، ولو أنه رفض دائماً وبشدة اعتماد اللعب الخشن الذي يميز أغلب المدافعين. ومنذ ذلك الحين، لم يتوانَ نيلتون في التعبير عن افتخاره بأسلوبه النظيف وطريقته الأنيقة في افتكاك الكرة، حيث أوضح في أحد تصريحاته: "إزالة اللوزتين هي العملية الجراحية الوحيدة التي خضعت لها طوال حياتي. لم أتعرض أبداً لأية إصابة في ركبتي، لأني لم أقم أبداً بأي تدخل عنيف."
بيد أن هذا الهدوء لم يكن بالضرورة يُعجب كل من جاوره، وخاصة المدربين الذين أشرفوا عليه، حيث كان يرى بعضهم أن المدافع الأمثل هو من يتمتع بقوة بدنية عالية وشراسة في اللعب. ويُحكى أن نيلتون سانتوس دخل في تلاسن مع مدرب المنتخب البرازيلي فلافيو كوستا عندما تلقى الظهير الأيمن أول دعوة للانضمام إلى كتيبة السيليساو عام 1949. فقد حاول المدير الفني إقناع لاعب بوتافوجو بتغيير نوع الحذاء الذي كان يرتديه خلال المباريات، حيث كان طرفه الأمامي دائري الشكل. وفي خضم ذلك النقاش قال كوستا للاعبه الجديد "لا يمكن لمدافع يلعب تحت إمرتي أن يخوض المباراة بحذاء من هذا النوع، حذاء دون طرف أمامي،" بينما أجابه نيلتون ببساطة جديدة: "أنا لا أسدد الكرة بالطرف الأمامي."
وفي الخمسينات والستينات من القرن الماضي، عندما كانت البرازيل تُعتبر أفضل مصدر لنجوم الساحرة المستديرة على الصعيد الدولي، أصبح يُلقب سانتوس بـ"موسوعة كرة القدم"، في إشارة إلى إلمامه الواسع بشؤون اللعبة الأكثر شعبية في العالم.ولقد أوضح زاجالو، زميله السابق في المنتخب والنادي، أن "نيلتون كان على دراية كبيرة بمختلف الأوضاع داخل الملعب. يكفي أن تتابع تحركاته فوق أرضية التباري خلال خمس دقائق لتدرك أنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عن كرة القدم."

مشواره مه المنتخب البرازيل :

في الدقيقة الرابعة من عمر الشوط الثاني خلال مباراة البرازيل والنمسا ضمن نهائيات كأس العالم 1958 ، كان أبناء أمريكا الجنوبية متقدمين في النتيجة بهدف دون رد. وأمام اندهاش الجميع، انطلق نيلتون سانتوس مسرعاً نحو منتصف الملعب بعدما قطع الكرة في منطقة فريقه، ثم مررها إلى جوزيه ألتافيني مازولا، وبينما كان الكل ينتظر عودة الظهير الأيسر إلى موقعه الدفاعي وترك المهاجمين يكملون المهمة فيما بينهم، قرر صاحبنا مواصلة اندفاعه نحو معترك الخصم، بل إنه بدأ يطلب الكرة بإلحاح إلى أن استلمها وأودعها داخل الشباك ليضاعف تقدم السيليساو في النتيجة، مساهماً بذلك في فوز فريقه بكل جدارة واستحقاق في تلك المباراة التي انتهت بثلاثية نظيفة لأصحاب الزي الأصفر.
وبعد مرور سنوات عدة على ذلك الحدث التاريخي، استحضر نيلتون تلك الذكريات بحنين وشوق كبيرين، حيث أوضح أن "الظهير كان ممنوعاً تقريباً من تجاوز خط المنتصف آنذاك." ثم تذكر كلمات المدرب عندما انطلق في تلك الهجمة: "يقولون إن فيسنتي فيولا كان يهتف من وراء خط التماس ويصيح بأعلى صوته ’تراجع، تراجع! ماذا دهاك، هل أُصبت بالجنون أم ماذا؟‘ لكني عندما سجلت الهدف، اقترب مني وقال: ’أحسنت!‘"

صحيح أنها لم تكن أول مرة يصعد فيها ظهير لمساندة الهجوم في تاريخ كرة القدم، كما لم يكن ذلك الهدف هو الأول في مسيرة سانتوس مع السيليساو، حيث كان لاعب بوتافوجو قد سجل باكورة أهدافه الدولية قبلها بثمانية أعوام. بيد أن أهمية قرار صعوده إلى الهجوم تكمن في دلالاته الرمزية، إذ شكل ذلك الهدف ولادة المفهوم الجديد لمركز الظهير، تماماً مثلما أصبحنا نعرفه اليوم.
وقد أكد نيلتون أن "كرة القدم تغيرت كثيراً عن السابق، فقد أصبحت الآن عبارة عن نشاط تجاري كبير." ثم تابع بالقول: "إنه نشاط يفوق بكثير ذلك الذي عهدناه في أيامنا، لكني لا أحسد اللاعبين الحاليين في مركز الظهير على الأموال التي يجنونها من كرة القدم، بل على الحرية التي يتمتعون بها للمشاركة في الهجوم."
ومهما يكن، فإن "موسوعة كرة القدم" تمكن من خلق ثورة في هذه الرياضة. ففي حديث له أوضح لاعب الوسط زيتو، الذي فاز معه باللقب العالمي سنتي 1958 و1962، أن "المركز لم يكن ذا أهمية بالنسبة للاعب موهوب مثله. ذلك أن نيلتون سانتوس لم يكن لا مدافعاً ولا ظهيراً، فقد كان نجماً بمعنى الكلمة، لا أقل ولا أكثر."

وفاة نيلتون سانتوس :

توفي لاعب كرة القدم المعروف نيلتون سانتوس في البرازيل عن عمر يناهز الـ 88 عاما جراء إصابته بالتهاب في الرئتين. وكان سانتوس الذي فاز بلقب بطل العالم لمرتين يلعب طوال مسيرته الرياضية في نادي "بوتافوغو" البرازيلي.
ولعب سانتوس في صفوف المنتخب البرازيلي 75 مباراة وحقق ثلاثة أهداف، كما نقلت وكالة "إيترتاس". وكان واحدا من أفضل لاعبي دفاع اليسار في تاريخ كرة القدم العالمية. وفي عام 2007 تم نصب تمثال له خلال حياته في ملعب جواو أفيلانجا الأولمبي في ريو – دي – جانيرو.
الى هنا نكون قد وصلنا الى نهاية قصة اليوم مع الاسطورة البرازيلية سانتوس تحيتي لكم.

من مواليد 1985 , من المغرب و بالضبط مدينة سلا, مدون و مبرمج و محترف في عالم النت و برمجيات المنتديات و المواقع و المدونات ومهتم بشؤون المعلوميات و أدرس حاليا في لغات ويب وبرمجة اخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق