ملك المرواغة روجي ميلا

http://www.youtube.com/watch?v=JY8SGrhcSPk
ولد في 25 ايار/مايو 1952 في العاصمة ياوندي، اكتشف عالم الكرة وسحرها مبكرا في شوارع العاصمة وصار في فترة وجيزة احد ابرز نجوم الشارع، الذين يمارسون هذه الرياضة بكرة مصنوعة من بقايا القماش.
ويمثل ميلا كل تاريخ القارة السمراء، بمرواغاته الرائعة، واهدافه النادرة، وكذلك برقصاته الافريقية الممتعة التي يؤديها بعد تسجيله الاهداف، وتمكنه من جعل منتخب الكاميرون ظاهرة مونديال ايطاليا 1990.

مشوراه مع الاندية:

وكان طبيعيا ان يتهافت عليه مسؤولو الاندية المحلية، فانضم الى نادي دوالا عام 1971، حيث لعب موسما واحدا، ثم انتقل الى تونير ياوندي، احد الاندية الكاميرونية الكبيرة، وصار مثال الشباب المحلي وهو في العشرين.
في عام 1976 نال الكرة لذهبية الافريقية، التي كانت مجلة "فرانس فوتبول" قد احدثتها للمرة الاولى في ذلك العام، ومنها بدأت اعين مسؤولي الاندية الاوروبية تراقب هذا العصفور النادر، وراحوا يحاولون اغراء الشاب الافريقي بالمال والمجد.
كان نادي فالنسيان الفرنسي، اكرم الاندية نظريا، فعرض على ميلا راتبا شهريا مقداره 20 الف فرنك فرنسي، وفيلا فاخرة، واللعب اساسيا ضمن فريق الدرجة الاولى، لم يفكر الشاب الكاميروني كثيرا حتى يعطي موافقته، لكنه فوجيء عند وصوله الى فرنسا، بواقع مر لا يمت الى الوعود بصلة.
بقي ميلا في فالنسيان الى غاية عام 1979، حيث انتقل الى موناكو وتمكن معه من الفوز بكأس فرنسا عام 1980، وهي السنة التي انتقل فيها الى باستيا، وبفضله تمكن هذا النادي المتواضع في الدوري الفرنسي من الظفر بكأس فرنسا في العام التالي.
لعب ميلا لباستيا اربعة مواسم قبل ان ينتقل الى سانت اتيان، الذي لعب له موسمين. وفي عام 1984، انضم الى مونبيلييه حيث انهى مشواره في الدوري الفرنسي.
غير ان المواسم ال12 التي قضاها نجم افريقيا في فرنسا لم تكن مثمرة، وكانت مليئة بالمشاكل والمشاحنات مع مسؤولي الاندية والمدربين، حتى صار يوصف باللاعب المشاغب غير المرغوب فيه.
كل هذه الظروف طغت على فنيات اللاعب ومواهبه الخارقة، فصار التركيز على قصصه المثيرة مع الاندية عوض ما يقدم على الميدان، برغم الاهداف ال125 التي سجلها في 360 مباراة.
الى موناكو وهنا لم يظهر ميلا كثيرا لأسباب متعدده منها الأصابات أو التواجد على مقعد البدلاء ونتيجة لعدم الأنسجام كان على ميلا الرحيل مرة أخرى بعد موسم صعب ، فكانت الوجهه فرنسيه ايضا مع باستيا فى القسم الثانى ومع هذا الفريق عرف ميلا الطريق مجددا للشباك حيث سجل 22 هدف فى 31 مباراة وقاده للتأهل الى الدرجة الأولى ، وبعد انتقاله الى سانت اتيان ومونبيلييه أعتزل اللعب مع الأندية الفرنسيه يوم 31 مايو 1989 ب152هدف .

مشواره مع المنتخب الوطني:

وفي عام 1990 تلقى روجيه ميلا اتصالا هاتفيا من رئيس الكاميرون باول بيا الذي طلبه للعب مع منتخب الكاميرون لكرة القدم المشارك في كأس العالم لكرة القدم 1990 ، و قد قبل هذا الطلب ، و قد سجل أربعة أهداف في تلك البطولة ، و قد تأهلوا إلى دور الستة عشر ، و بعدها تأهلوا إلى دور الثمانية ، و لعبوا أمام منتخب إنجلترا لكرة القدم ، و لكنهم خسروا في ذلك اللقاء.
وفي عام 1994 عاد روجيه ميلا لمنتخب الكاميرون لكرة القدم ليشارك في كأس العالم لكرة القدم 1994 بعمر 42 سنة ، و قد سجل روجيه ميلا هدفا في مرمى منتخب روسيا لكرة القدم ، و سجل أسمه في تاريخ كأس العالم كأكبر لاعب كرة قدم يسجل فيه.
أول ظهور لميلا في منافسات كأس العالم كان في اسبانيا عام 1982، وكان لزاماً عليه دحض كل ما قيل عليه في الدوري الفرنسي، واثبات قدراته الفنية كلاعب هداف من الطراز الأول، وهو في الثلاثين من العمر.
غير أن حكمين تسببا بإنهاء الحلم الافريقي، ومعه طموح ميلا، ففي المباراة الأولى أمام البيرو، في 15 يونيو في كورونا، تمكن ميلا من تسجيل هدف في الدقيقة 39 إلا أن الحكم النمسوي فيهرير، كان الوحيد الذي رأى وضعية تسلل خيالية فألغى الهدف وحرم الكاميرون من الفوز في هذه المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي ضد البيرو.
في المباراة الثانية أمام بولندا، لم يكن الحكم الفرنسي بونيه أكثر إنصافاً من زميله النمسوي، حيث غض الطرف عن الإعلان عن ركلة جزء واضحة في الدقيقة 89، عندما تعرض ميلا إلى العرقلة داخل المنطقة، وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي أيضاً.
وبعد تعادل ثالث مع أبطال هذه النسخة المنتخب الايطالي (1-1)، خرج منتخب الكاميرون من الدور الأول بفارق الأهداف دون أن يتلقى أي هزيمة، فكان الإقصاء غير عادل.

وفي 30 ديسمبر 1987، قرر ثعلب الكاميرون الاعتزال، ونظم مباراة تكريمه في دوالا حضرها أكثر من 60 ألف متفرج، جاؤوا جميعهم لتوديع نجمهم المفضل وغنوا لساعات طويلة بعد المباراة حبهم وعشقهم لميلا.
وميلا لعب موسماً رمزياً مع نادي سان بيار من جزيرة ريينيون، قبل أن يعلق الأحذية نهائيا.
وعندما كان في الكاميرون لقضاء عطلته، كان المنتخب يقوم بدورة في الصين تحضيرا لنهائيات كأس العالم ايطاليا 1990، غير أن هذه الدورة لم تكن موفقة، وظهر مستوى المنتخب ضعيفا، ولم يكن ليقدر على مواجهة أعتى المنتخبات في المونديال الذي كان على الأبواب.
عندها بدأت الأصوات تتعالى وتنادي بعودة ميلا إلى المنتخب، وبدأ الصحافيون يحاولون إقناع نجم البلد الأول بالعودة إلى ميادين الكرة.
وقبل أيام قليلة من انطلاق المونديال، وبرغم بقائه 7 اشهر دون تدريب ودون لعب أي مباراة رسمية، قرر الثعلب وهو في الثامنة والثلاثين العودة مجددا إلى الملاعب الخضراء، والتحق بالمنتخب في ايطاليا بقرار من وزير الشباب والرياضة الكاميروني.
لم يكن يعلم ميلا انه سيكون نجم هذا المونديال وبطله، وانه سيحقق ما عجز عنه طيلة مشواره الكروي.
في 8 يونيو، جمعت مباراة الافتتاح منتخب الأرجنتين حامل اللقب بالمنتخب الكاميروني، ولعب ميلا 8 دقائق في هذا اللقاء الذي فاز فيه زملاؤه بهدف نظيف سجله فرانسوا اومام بييك.
وفي 14 يونيون واجهت الكاميرون رومانيا، وبعد أن ظلت النتيجة متعادلة سلبا حتى الدقيقة 59، نزل ميلا بديلا لمابوانغ، ومباشرة بعد دخوله مرر له ماكاناكي كرة طويلة، فوجد الثعلب العجوز نفسه، جنبا إلى جنب مع المدافع الروماني اندون، وبعد عملية تدافع سقط الاثنان، إلا أن ميلا وبرغم السنين ال38 تمكن من النهوض واستعادة الكرة والتسجيل.
كانت لحظة تاريخية، أعاد بعدها الكرة اثر مواجهته لنفس المدافع بعد عشر دقائق، حيث تمكن ميلا من المراوغة وسدد كرة قوية من مسافة 15 متر خدعت الحارس الروماني لينتهي اللقاء بفوز ميلا والكاميرون على رومانيا (2-صفر).
ولم تغير الهزيمة القاسية أمام الاتحاد السوفياتي (صفر-4) في المباراة الثالثة الأخيرة في الدور الأول في الأمر شيئا، وتأهل زملاء ميلا الى الدور ثمن النهائي.
في 23 يونيو وعلى ملعب سان نيكولا في باري، واجه المنتخب الكاميروني نظيره الكولومبي، ونزل ميلا بديلا في الدقيقة 59 وانتظر حتى الدقيقة 106 لتسجيل اول هدف في المباراة بعد أن راوغ المدافع اسكوبار وسدد مخادعا الحارس هيغيتا.
ثلاث دقائق بعد ذلك وفي غمرة المحاولات الكولومبية لإدراك الفارق خرج الحارس الظاهرة هيغيتا من عرينه لإعادة الكرة إلى منطقة الفريق الخصم، وأراد ممارسة هوايته في المراوغة، إلا انه كان يجهل أن المراوغة أصلاً هي من ميزات الثعلب الكهل ميلا الذي استطاع خطف الكرة من بين قدمي الحارس الكولومبي واتجه بها نحو المرمى الشاغر مسجلا الهدف الثاني لمنتخب بلاده، قبل أن يتجه نحو زاوية الملعب ويهدي الجمهور رقصة رائعة على الطريقة الافريقية.
وفازت الكاميرون على كولومبيا (2-1)، وتأهلت الى الدور ربع نهائي، وهي أول مرة يتأهل فيها منتخب من القارة السمراء إلى هذا الدور.
والتقت الكاميرون انكلترا في ربع النهائي، وعانى الأخير الأمرين قبل أن يحجز بطاقة التأهل إلى دور الأربعة، بعدما تقدم الأفارقة 2-1، قبل أن ينتفض النجم لينيكر الذي سجل على مرتين ومنح التأهل لمنتخب بلاده 3-2 بعد التمديد.
في المقابل خرج منتخب الكاميرون وميلا مرفوعي الرأس.
وبذلك تمكن ميلا من صنع تاريخ ومجد لا يضاهى في مدى أسبوعين، وهو في الثامنة والثلاثين بعد ان عجز في تحقيق ذلك طيلة سنوات عدة وهو في عز شبابه.

الاعتزال:

وفي 30 كانون الاول/ديسمبر 1987، قرر ثعلب الكاميرون الاعتزال، ونظم مباراة تكريمة في دوالا حضرها اكثر من 60 الف متفرج، جاؤوا جميعهم لتوديع نجمهم المفضل وغنوا لساعات طويلة بعد المباراة حبهم وعشقهم لميلا.
وميلا لعب موسما رمزيا مع نادي سان بيار من جزيرة ريينيون، قبل ان يعلق الاحذية نهائيا.
الاندية التي لعب لها: دوالا وياوندي وفالنسيان وموناكو وباستيا وسانت اتيان ومونبيلييه وسان بيار
56 مباراة دولية
الانجازات:
1972: بطل الكاميرون
1974: كأس الكاميرون
1975: كأس الكؤوس الافريقية
1976: الكرة الذهبية الافريقية
1980: كأس فرنسا
1981: كأس فرنسا
1984: كأس امم افريقيا
1986: كأس امم افريقيا
1990: الكرة الذهبية الافريقية
الى هنا نصل الى نهاية قصة الاسطورة الافريقية روجي ميلا والى قصة اخرى من قصص الاساطير على مدونة اساطير كرة القدم تحيتي لكم.

من مواليد 1985 , من المغرب و بالضبط مدينة سلا, مدون و مبرمج و محترف في عالم النت و برمجيات المنتديات و المواقع و المدونات ومهتم بشؤون المعلوميات و أدرس حاليا في لغات ويب وبرمجة اخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق