اسطورة البيرو النجم كوبيلاس 


ولد كوبياس في ولاية بوينتي بييدرا، شمال العاصمة ليما، وبدأ مسيرته مع كتيبة هوراكان بويز. ثم لفت أنظار مسؤولي فريقه المفضل أليانزا ليما في إحدى المباريات الودية، ومُنِحَ فرصة إثبات الذات، ولم يخيب ظنهم أبداً. فقد أحرز لقب الهداف خلال أول موسم له بالدوري المحلي سنة 1966، وكان عمره حينها لا يتجاوز 16 عاماً.

بداية مشوار كوبيلاس الكروي;

وحمل هذا اللاعب طوال مسيرته لقب "نيني" (الطفل)، وهو أمر لا غرابة فيه، فقد كان يستمتع داخل الملاعب ويمرح كالطفل، فلقد إحرز 268 هدفاً في 469 مباراة رسمية في دوريات الدرجة الأولى، وجعله واحداً من أكثر لاعبي وسط الميدان الهجومي إحرازاً للأهداف.
لم يستغرب أحد عندما التحق كوبياس بتشكيل المنتخب الأول وعمره لا يتجاوز 19 عاماً. كان المنتخب البيروفي حينها تحت إمرة المدرب البرازيلي ديدي،
وتجاوزت شهرة كوبياس حدود بيرو بدءاً من سنة 1969، عندما ساعد بلاده في الموقعة الحاسمة ضد الأرجنتين ضمن تصفيات المكسيك 1970 في قلب بوينوس آيرس. وقد انتهت تلك المواجهة بالتعادل 2-2، مما أعطى التأهل لبيرو وأقصى كتيبة الألبيسيليستي مبكراً من سباق التأهل.
عندما سئل كوبياس عن الموضع المفضل لديه فوق رقعة الميدان، أجاب: "ليس لي موضع مفضل، يمكنني اللعب في المواقع الهجومية كلها." وكان "نيني" بالفعل مهاجماً متعدد الإختصاصات، وكانت تسديداته قوية ومركزة.من ان يكون  أفضل حتى من لاعبين متوجين مثل دييجو مارادونا وزين الدين زيدان وميشيل بلاتيني.
وقد أقر "النيني" في مقابلة سابقة مع موقع FIFA.com أن أفضل ذكريات مشاركاته في أم البطولات هي تلك التي احتفظ بها عن بطولة المكسيك، حيث صرح: "أفضلها أول هدف ضد بلغاريا في الموقعة الإفتتاحية، لقد كنا منهزمين 2-0، وخرجنا منتصرين في نهاية المطاف بواقع 3-2. لقد تعرضت بلادنا قبل تلك المباراة بأيام معدودة لزلزال مدمر، لقي فيه أكثر من 50 ألف شخص حتفهم، ولم يصلنا الخبر سوى عشية الموقعة. لقد منحنا شعب بلادنا ذرة سعادة في تلك اللحظات العصيبة، وهو أمر يستحيل وصفه."

التجربة الأوروبية:

اتجه كوبياس إلى أوروبا من جديد سنة 1971، حيث قاد بمعية هيوجو سوتيل "تشولو" فريقاً مشكلّاً من لاعبي فريقي أليانزا ليما ومونيسيبال للفوز 4-1 في موقعة ودية ضد بايرن ميونيخ الألماني بلاعبيه المميزين مولر وفرانز بيكنباور. ثم أحرز بعدها لقب هداف كوبا ليبرتادورس وجائزة أفضل لاعب في أمريكا الجنوبية لموسم 1972، لكنه فشل في التأهل لبطولة ألمانيا. هذا وكان الجميع يتوقع في تلك الفترة انتقاله إلى برشلونة ليلعب إلى جوار رينوس ميشيل ويوهان كرويف، لكن كتيبة كولي فضلت التعاقد في نهاية المطاف مع سوتيل.
انتقل صاحب القميص رقم 10 لفريق بازل، لكنه لم يتحمل برد سويسرا القارس طويلاً، حيث فضل عليه دفء البرتغال، فانضم هناك لكتيبة بورتو لثلاثة أعوام. رفض كوبياس سنة 1975 الإذعان لمسؤولي الفريق البرتغالي، ورحل إلى بلاده من أجل المشاركة في موقعة نهائي كوبا أميركا ضد كولومبيا، وقد عاد الفوز واللقب في تلك المباراة لبيرو رغم أن نجمها أهدر ركلة جزاء.

العودة والإعتزال:

عاد كوبياس لبلاده سنة 1977، وقاد أليانزا ليما لإحراز لقبين متتاليين. كما ضمن التأهل إلى كأس العالم 1978 FIFA، وأحرز خلاله 5 أهداف، ونال جائزة الحذاء الفضي. هذا ولا يزال العالم قاطبة يذكر هدفه الخرافي في مرمى اسكتلندا، حيث أرسل قذيفة لا تصد ولا ترد من خارج مربع العمليات، كما يفعل في الوقت الراهن النجم البرتغالي رونالدو. وقد وصف زيكو ذلك الهدف بأنه "كامل"، بينما صرح الحارس الهداف خوسيه لويس تشيلافيرت بخصوصه: "عندما رأيت ذلك الهدف قررت بدوري تسديد الركلات الحرة."
لم يزر كوبياس الشباك في نهائيات أسبانيا 1982، لكنه رغم ذلك يبقى ثالث أفضل هداف من أمريكا الجنوبية في تاريخ أم البطولات، إلى جوار جابرييل باتيستوتا، وراء رونالدو وبيليه فقط. ويبقى عدد مشاركاته في كأس العالم FIFA رقماً قياسياً في بيرو، كما أن منتخب هذا البلد لم يشارك في النهائيات منذ دورة أسبانيا، التي لم يتجاوز فيها "النيني" للمرة الأولى دور المجموعات ولا كان ضمن الفريق النموذجي للدورة.
انتقل النجم البيروفي في هذه الفترة لفريق فورت لودردايل سترايكرز الأمريكي، وجاور في صفوفه جورج بيست وإلياس فيجيروا. ثم اعتزل سنة 1986 مع فريق أليانزا ليما، لكنه قرر العودة سنة 1987وفاءاً لناديه بعد الحادثة الجوية التي أودت بحياة لاعبي الكتيبة جميعهم، وتحمل مسؤولية مزدوجة داخله، فقد كان مدرباً ولاعباً، وكان قاب قوسين أو أدنى من إحراز اللقب معه.
ثم غادر كوبياس الملاعب الخضراء بصفة نهائية سنة 1989، دون أن يتعرض للطرد طوال مشواره، وكان حينها لاعباً في صفوف ميامي شاركس في دوري الدرجة الثانية الأمريكي. لم يصبح "النيني" خليفة بيليه، لكنه ترك بصمات واضحة أثناء رحلته بملاعب الساحرة المستديرة، لدرجة دفعت الداهية البرازيلي لاختياره ليكون البيروفي الوحيد ضمن قائمة FIFA التي تضم أفضل مائة لاعب في القرن. لذلك لا غرابة في قوله: "لقد جعلتني هذه الأمور جميعها أفهم أن ما فعلته لاعباً لم يذهب أدراج الرياح، فأنا الآن أجني ثماره وأستمتع مثلما كنت أفعل لاعباً."
اتمنى ان تكونوا استمتعتوا بقصة الاسطورة البيروفية كوبياس تحيتي لكم.

من مواليد 1985 , من المغرب و بالضبط مدينة سلا, مدون و مبرمج و محترف في عالم النت و برمجيات المنتديات و المواقع و المدونات ومهتم بشؤون المعلوميات و أدرس حاليا في لغات ويب وبرمجة اخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق