السير روبرت "بوبي" تشارلتون من مواليد 11 أكتوبر 1937 في أشينغتون في إنجلترا، ولقد كان أحد أشهر لاعبي نادي مانشستر يونايتد، وقد كان ضمن منتخب إنجلترا لكرة القدم الفائز بكأس العالم لكرة القدم 1966، وقد أختير في تلك السنة أفضل لاعب في قارة أوروبا.
حياة تشارلتون شبيهة برواية مثيرة، بدأت بميلاده في 11 تشرين أول/أكتوبر1937 في أحد أحياء عمال المناجم شمال انجلترا حيث كان أبوه يعمل هناك.وبرغم أن جميع أفراد العائلة كانوا يمارسون هذه المهنة، إلا أن بوبي لم ينزل يوما إلى النفق لان والده كان يراه ضعيفا وصغيرا ولا يصلح للعمل، أما أخوه الأكبر جاكي فكان قوي البنية.ويروى أن جاك كان يمقت اللعب مع بوبي الخجول، حيث شبه أسلوب لعبه بأسلوب "الفتيات".
وكان تشارلتون الأب مولعا برياضة الملاكمة أما زوجته إليزابيث عمة مهاجم نيوكاسل الشهير آنذاك (جاكي ميلبورن) فكانت تهوى كرة القدم، وكان حلمها أن ترى أولادها الخمسة جاكي وبوبي وجورج وجيمي وستان كلهم على البساط الأخضر.
بداية مشواره الكروي:
و قد لعب مع منتخب إنجلترا لكرة القدم 106 مباريات، من ضمنها بطولة كأس العالم لكرة القدم 1966 وكأس العالم لكرة القدم 1970، وقد سجل 49 هدفا مع منتخب إنجلترا لكرة القدم، ويعتبر هو الهداف الأول في تاريخ منتخب إنجلترا لكرة القدم.
وإذا كان جيم وجورج لعبا في فريق ليدز ضمن أندية الدرجة الأولى، جاكي صار مهاجما لامعا في فريق نيوكاسل وانضم إلي المنتخب الوطني فيما بعد، فإن الوحيد الذي لمع نجمه وصار أحد رموز الكرة الانجليزية وحقق حلم أمه كان بوبي الذي صار في السادسة عشرة من عمره لاعبا دوليا في صفوف المنتخب المدرسي، عندها بدأت العروض تنهال عليه.
وكانت 8 أندية ترغب في ضم الشاب بوبي إلى صفوفها، ووصلت قيمة احد العروض إلى 800 جنيه إسترليني، إلا أن أم بوبي فضلت الـ50 جنيه إسترليني التي عرضها مات بازبي مدرب أحد أعرق الأندية الانجليزية وهو مانشستر يونايتد.
انضم تشارلتون الى فريق الهواة في يوليو 1953، وكان يعمل أيضا كميكانيكي للسيارات، قبل أن يبدأ مشواره الاحترافي في 6 أكتوبر عام 1956، وفي أول لقاء له تمكن من تسجيل هدفين في مرمى تشارلتون، وشارك زملاءه بفعالية في نيل لقب الدوري الانجليزي الممتاز عام 1957، فكان ضمن الفريق الاحتياطي الذي سيشارك في كأس أندية أبطال أوروبا.
هو من الناجين من كارثة تحطّم الطائرة في ميونيخ، فائز بكأس العالم ، فارس في الأمبراطورية البريطانية، والأهم من هذا كله هو اللاعب العظيم والصادق بوبي تشارلتون، أحد السفراء الحقيقيين لكرة القدم.
تشارلتون الذي جمع بين اللمسات الفنية اللاتينية الرائعة، والقوة البدنية التي تميز الكرة البريطانية صار ظاهرة بكل ما للكلمة من معنى، وقاد فريقه الى الفوز بلقب الدوري عامي 1965 و1967.وكم كان المشهد مؤثرا عندما قاد تشارلتون فريقه الى إحراز كأس أبطال الأندية الاوروبية بفوزه بنفيكا البرتغالي 4-1 بعد التمديد على استاد "ويمبلي" الشهير في لندن.
لعب بوبي تشارلتون 604 مباراة مع مانشستر في الدوري سجل خلالها 198 هدفا، وشارك 78 مرة في مباريات الكأس سجل فيها 20 هدفا، كما شارك في كأس رابطة الأندية المحترفة 24 مرة، وسجل 6 أهداف ولعب 45 مباراة في المنافسات الأوروبية للأندية سجل خلالها 22 هدفا، أي 751 مباراة رسمية خاضها تشارلتون حقق فيها246 هدفا.
مشواره مع المنتخب:
بعدها صار تشارلتون احد أعمدة المنتخب الانجليزي، وقاده في نهائيات 1966 التي أقيمت في انجلترا للفوز باللقب العالمي، فصار بذلك نجم بلده الأول بفضل الدور الذي لعبه في تتويج منتخبه.
وفي هذا المونديال تحول تشارلتون من الهجوم إلى الدفاع فكان الحاجز التي تتكسر عليه كل هجمات المنتخبات المنافسة، ليكتسب زملاؤه في الهجوم الثقة اللازمة ويهدون انجلترا أول لقب عالمي في تاريخها بل وتمكن من تسجيل هدف حاسم في مرمى المكسيك أهل منتخبه إلى الدور الثاني.
وفي الدور نصف النهائي كان تشارلتون النجم الأول من دون منازع حيث تمكن من تسجيل هدفين ضد البرتغال مقابل هدف واحد وفي نفس العام توج بالكرة الذهبية فكانت الفرحة فرحتين.
وبعد أن حقق حلم انجلترا في مونديال 1966، كان تشارلتون يرغب في ختام مشواره الرياضي بلقب عالمي ثاني في المكسيك 1970، حيث كان مايسترو الفريق،إلا أن لاعبي منتخب ألمانيا الغربية سابقا أرادوا غير ذلك فأقصوا زملاء تشارلتون من الدور نصف النهائي بعد أن كان الانكليز متقدمين بهدفين فانهزموا 2-3. يذكر أن تشارلتون يحمل الرقم القياسي المحلي من حيث عدد الأهداف مع منتخب بلاده إذ سجل 49 هدفا بفارق هدف واحد عن جاري لينيكر.
الى هنا نكون قد وصلنا الى نهاية قصة الاسطورة الانجليزية تشارلتون تحيتي لكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق