فيجيروا، سيد منطقة العمليات الجدار الأحمر


إلياس ريكاردو فيغيروا براندر، من مواليد 25 أكتوبر 1945 في فالبارايسو في تشيلي، وهو لاعب كرة قدم تشيلي سابق، وقد أختير أفضل لاعب في أمريكا الجنوبية في أعوام 1974 و1975 و1976، وهو يعتبر أفضل لاعب في تاريخ تشيلي.
بداية مشواره الكروي :
دخل فيجيروا عالم الساحرة المستديرة من بوابة فريق كلوب ديبورتيفو ليسيو، وكان عمره حينها 14 سنة. وقد أثار ذلك الظهير الأيمن الموهوب ذي الذكاء الخارق انتباه مسؤولي فريق سانتياجو واندريرز، وتعاقدوا معه بعد أن تجاوز الإختبارات بنجاح. أصبح إلياس مدافعاً أوسطاً مع ناديه الجديد، وزادت خبرته بعد المعسكر التدريبي برفقة المنتخب البرازيلي، وأضحى جاهزاً للحصول على مكانة أساسية في الفريق الأول، لكن تواجد اللاعب الدولي راؤول سانشيز حرمه من ذلك وعَجَّلَ بانتقاله إلى فريق يونيون لا كاليرا.
وخاض إلياس أولى مبارياته في دوري الدرجة الأولى شهر أبريل/نيسان 1964، لكن شهرته بدأت بعد مواجهة حامية الوطيس ضد نادي كولو كولو، حيث قال في حقه المعلق الإذاعي حينها: "إنه صبي لا يتجاوز عمره 17 سنة، لكنه يصول ويجول كنجم مخضرم، لذلك سنسميه من الآن فصاعداً: الدون (السيد) إلياس فيجيروا."
مشواره مع المنتخب :
قبيل دخول مغامرة نهائيات كأس العالم تشيلي 1962، خاض المنتخب البرازيلي مبارياته التحضيرية أمام فريق سانتياجو واندريرز المغمور ممثل مدينة فالبراييسو الكائنة على بعد 10 كلم عن فينيا ديل المار التي احتضنت موقعة الأماريلينيا ضد المكسيك. وقد تألق خلال ذلك المعسكر واحد من اللاعبين التشيليين الواعدين، وأثار إعجاب بيليه ورفاقه بفضل شخصيته القوية وصلابته، وهو أمر لا يتأتى لكل من هب ودب، لا سيما أمام عملاق أحرز لقب السويد 1958، وأعاد الكَرَّةَ مرة ثانية بعد مضي أسابيع قليلة على ذلك المعسكر.
كان عمر ذلك النجم الواعد لا يتعدى 15 سنة عندما التقى الملك وأصدقاءه، وقد واصل شق طريقه بثبات في سماء الساحرة المستديرة إلى أن شارك في بطولة ألمانيا 1974، حيث كان حينها قد صار لاعباً ذائع الصيت وكثير الألقاب، لاعباً لا يتردد في الجهر أمام الملأ: "منطقة العمليات داري، ولا يدخلها إلا من وقع عليه اختياري." وقد كان التشيلي إلياس فيجيروا بالفعل سيد معترك العمليات وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة فيه. إذ حَبَتْهُ السماء بقدرة خارقة على استباق الأمور وتوقعها، وكان بارعاً في الضربات الرأسية، كما تميز بالمهارات الفنية والشخصية القوية، وما اختياره أفضل مدافع في نهائيات ألمانيا ومجاورته الداهية فرانز بيكنباور في التشكيلة المثالية لتلك الدورة إلا دليل قاطع على ذلك.
ويعتبر بيليه واحداً من أشد المعجبين بفيجيروا، حيث قال في حقه في إحدى المناسبات: "إنه أفضل لاعب في تاريخ تشيلي، وقد يكون أفضل مدافع أوسط في تاريخ كرة القدم بالقارة الأمريكية."

لقد أحدث فيجيروا بالفعل ثورة حقيقية في عالم الساحرة المستديرة بتشيلي، حيث نال الثناء وحصد الجوائز مع منتخب بلاده ومع الأندية التي دافع عن ألوانها كلها، كما اضطلع دائماً بمهمة الكابتن. وفيما يلي، يقربكم موقع من سيرة هذا الداهية الفذ.
وبدات العروض تتهافت على المدافع الصلب بعد كأس العالم، وتعاقد في نهاية المطاف مع فريق بينيارول الشهير. وقد أصبح بسرعة واحداً من لبنات كتيبة ضمت نجوماً من العيار الثقيل مثل لاديسلاو مازوركيويز ونيستور كونزالفيش وألبيرتو سبينسر وبيدرو روشا، وفاز معها بلقب دوري أوروجواي مرتين (1967 و1968) وكأس أبطال القارات الممتازة (1969)، حيث تألق في موقعة النهائي ضد سانتوس بقيادة بيليه.
وكانت مباريات تلك الحقبة مليئة بالإثارة والتشويق والشجاعة، وهو ما كان يفضله فيجيروا، فقد تذكرها في إحدى المناسبات مصرحاً: "تصديت لتمريرة خلال مباراة راسينج أفييانيدا، ثم اصطدم رأسي برأس (ألفيو) باسيلي. لم أسترجع الوعي إلا في غرفة الملابس، تحت الدش، وسألت عن النتيجة. فأخبروني بالنتيجة وقالوا لي أنني لم أغادر رقعة الميدان طوال دقائق المباراة التسعين."
قاد المدافع الصلب كتيبة لاروخا نحو التأهل إلى كأس العالم ألمانيا 1974. حيث أزاحوا من طريقهم منتخب بيرو، ثم واجهوا في موقعة الملحق الإتحاد السوفييتي، المتوّج بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية ميونخ 1972. وقد أبلى إلياس البلاء الحسن في موقعة الذهاب بموسكو، وكان له فضل كبير في انتهائها بالتعادل السلبي 0-0، لدرجة قال معها الحارس التشيلي خوان أوليفاريس: "لقد كان أسداً حقيقياً في التصدي للكرات العالية. كان يقفز نحو الكرة وسط لاعبين روسيين...ويسقط على الأرض بينهما، وتكون الكرة في حوزته."
امتنع المنتخب الروسي عن خوض مباراة الإياب بسبب الأزمة السياسية التي عاشتها تشيلي بعد انقلاب 1973، وهو ما أعطى التأهل لكتيبة لاروخا دون إجراء النزال. وزادت شعبية فيجيروا بعد بطولة ألمانيا رغم إقصاء منتخب بلاده المبكر، ولا شك أن ثناء بنكباور ذاته عليه وقوله "أنا فيجيروا أوروبا" دليل قاطع على ذلك.
أحرز إلياس جائزة أفضل لاعب في أمريكا سنة 1974، ونالها خلال السنتين المواليتين أيضا، وبلغ أوج مسيرته عند الفوز بلقب الدوري البرازيلي سنة 1975، وكان حينها كابتن كتيبة الإنتر، حيث سجل هدف الخلاص في موقعة النهائي ضد كروزيرو بضربة رأسية محكمة.
العودة إلى الوطن :
تقوت شهرة فيجيروا بعد ذلك الهدف التاريخي، وأصبح حديثه على كل لسان بعد تتويجه بلقب الدوري من جديد سنة 1976 وإعلانه قرار العودة إلى تشيلي. وقد قال في حقه مدرب الإنتر في تلك الحقبة روبنز مينيلي: "لو طلبتم مني مقارنة الدون إلياس بلاعب ما، فلن أستطيع القيام بذلك."
ولم يلتحق المدافع الصلب عند عودته إلى بلده بواحد من الأندية الكبيرة، بل قرر دخول تجربة جديدة مع فريق باليستينو المتواضع. وقد كللت هذه التجربة بالنجاحات أيضاً، حيث نال فريقه كأس تشيلي (1977) ولقب الدوري (1978) بعد 44 مباراة دون هزيمة وهو رقم قياسي لا زال صامداً إلى حدود الساعة. ثم تعاقد سنة 1981 مع نادي فلورت لاوديردال ستيكرز في الدوري الأمريكي الممتاز، وجاور هناك جيرد ميلر وتيوفيلو كوبياس.
ولم يعمر إلياس طويلاً في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث عاد إلى موطنه سنة واحدة بعد ذلك، والتحق هذه المرة بصفوف العملاق كولو كولو، مما ساعده على المشاركة في كأس العالم أسبانيا 1982 بالغاً بذلك رقماً قياسياً وطنيا آخر من حيث عدد المشاركات في نهائيات كأس العالم .
وأعلن فيجيروا الإعتزال رسمياً يوم 1 يناير/كانون الثاني 1983 بعد التعادل في موقعة الكلاسيكو ضد يونيفرسيداد دي تشيلي 2-2، لكنه واصل حصد الجوائز، وما زال حديث عشاق الساحرة المستديرة والعارفين بخباياها...كيف لا وهو سيد المعترك وصاحب القرار فيه. 
الى هنا نكون قد وصلنا الى نهاية قصة اللاعب المتميز الياس فيغيروا تحيتي لكم.


من مواليد 1985 , من المغرب و بالضبط مدينة سلا, مدون و مبرمج و محترف في عالم النت و برمجيات المنتديات و المواقع و المدونات ومهتم بشؤون المعلوميات و أدرس حاليا في لغات ويب وبرمجة اخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق